مقالاتي

لماذا لا يكتب السعداء؟

كلما كان العمل الأدبي شاعرياً مبكياً مخيفاً يشتت العقل واللب.. كان أقرب للقلب.

لماذا لا يكتب السعداء؟

ولماذا يخيم الحزن أو النقد أو السخرية اللاذعة على جل الأعمال الأدبية الشهيرة؟!

هل يعقل أن الكاتب يتلذذ بتعذيب القارئ والإيقاع به

حقيقة أصدق مقولة (الحزن يُكتب والفرح يُعاش)

حين يكون الشخص في قمة سعادته لن يجد وقتا ليكتب فالفرح لا قيود فيه، يستطيع الشخص التعبير بكل الطرق والوسائل دون خوف. 

وتظل الكتابة مهما بلغت بلاغتها وروعة صياغتها تنقصها لغة العيون، ونبرة الصوت، واللمسات. 

فالفرح قد يكون نظرة لا يُنبس بها، أو لمسة دافئة لا يمكن كتابة درجة دفئها وقربها من القلب.

في حين أن الحزن يملك جميع ما قد سبق لكن إظهاره ليس بالأمر السهل، قد يعود على صاحبه بالندم، فيفهم خطأً أو يجلب لنفسه المصائب إن تكلم. 

تبقى الكتابة منفساً لا بأس به في هذه الحالة، تخفف من وطأة الألم في القلب، وتحمل عن العقل كتفاً، وتُشبِع لدى الكاتب غريزة الانتقام ولو بشكل معنوي، فقد يحول الورقة لمعركة دامية ويخرج منتصراً، أو قد يدوِّن إنجازتٍ لم يستطع القيام بها حقيقة فيُشبع رغبة نيل الأوطار والمطالب أيضاً.

لا حدود ولا خطوط حمراء في الكتابة، لذلك الحزين يرى فيها ملاذه وباب حريته، تجده ينكفئ عليها كلما ضاقت به السبل وانقطعت الوسائل، فلا يكتفي حتى تُشفى جروح روحه أو تُضمد في أقل تقدير.

ربما  يكتب أحدهم في حالة الحزن ما يمنع عنه الدخول في دوامة الاكتئاب فيعود له وعيه، وتخمد شرارة حزنه.

وهي إحدى وسائل مراجعة النفس ومحاسبتها، فكم من خصلة جميلة طُوِّرت حين دونت والعكس صحيح. 

لا يعني أن الفرح لا يُدون لكن ذكراه في الذهن تبقى أجمل وأكمل، ونحب أن نستشعر اللحظة الجميلة ولو نسينا بعض تفاصيلها وهذا كما قلت لا تمنحه لنا الكتابة، بعكس الحزن الذي يكفينا أن تنذكر أحداثة دون استشعار الآلام وذات المشاعر.

تعلقيك..