محطة خواطر .., أمومة

درباً جديداً

وككل بدايةٍ مشوقةٍ بدأنا سنة جديدة ووضعت كبرى بناتي قدمها على أول مشوار الدراسة الطويل.

بعد عامين في الروضة كانت كفيلة لصقل شخصيتها وتهيئتها وتهيئنتا جميعا لجوِّ المدرسة والمعلمة والأقلام والدفاتر.

بدأت هذا العام باستيعاب كامل لما ينتظرها من انضباط وتنظيم ودراسة وغيرها.
وشاركتنا صغيرتي الثانية التفاصيل وكأنها المعنيَّة بالدوام وخيالها يضعها كل لحظة مكان أختها، فتأتي لتخبرني عن اسم معلمتها وأصدقائها وتستعد بحقيبة وعلبة طعام وأدوات كاملة، بيْدَ أن الخيبة تبدو على وجهها أحيانا حين نوصل أختها ونعود لتسألني متى سيقبلونني في المدرسة، ألم أصبح في العمر المناسب!!

لم يمضِ أسبوع حتى أعلنت المدرسة عن إتاحة مزيد من مقاعد الروضة للأصغر سناً، وبكل يسر وسهولة ككل تفاصيل حياة هذه الصغيرة اللطيفة كُتب لها هي الأخرى أن تضع قدمها على أول خطوة في طريق الدراسة الطويل، أن تختبر الفراق والمسؤولية والاعتماد على النفس، أن تضطر لفهم لغة لا تعرف منها سوى بضع كلمات التقطتها من أختها أو من الحديقة..
الروضة ليست المكان الأول للدراسة، بل هي المكان الأول لغرس مفاهيم جديدة وتعلم مهارات لا يمكن للطفل اكتسابها وهو في البيت مهما بذل والداه جهداً لتوفيرها، فتكوين الصداقات بوجود الأهل يختلف عن تكوينها حين يكون بمفرده، كذلك بالنسبة لاعتماده على نفسه في الأكل والتعبير والطلب.
الآن نحن نراقب بسرور وحب ظهور شخصية (بسمة) الخاصة بها في محيطها، ونحاول دعمها لإثبات نفسها وإظهار محبتها لمعلمتها وأصدقائها..
نأمل أن تكون تجاربها مغمورة بالإيجابية، متكللة بخبرات ناجحة تفيدها طوال حياتها، فالبداية لكل شيء هي الأساس.

وعادة ما تكون البدايات مملوءة بالحماس والتفاؤل، لكن الإنجاز أن تستمر بنفس الوتيرة حتى النهاية.

اللهم حماساً لا ينطفئ

تعلقيك..